عندما كان زلفقار محمد يهم بالوضوء
لصلاة المغرب في يوم 6 إبريل من عام
1998م وصلت مجموعة من الشرطة التي ترتدي
زيا مدنيا إلى منزله وناداه أحدهم
بإشارة اليد للخروج حيث انطلقوا به
بالسيارة إلى مكان مجهول. وفي الساعة
الحادية عشرة من مساء نفس اليوم داهم
أكثر من ألف جندي وشرطي منزله حيث هددوا
أفراد عائلته قائلين: "أن زلفقار قد تم
القبض عليه وينبغي أن تجدوا لنا شقيقه
حميد" ولم يكتفوا بذلك بل قاموا برمي
رشاد ابن شقيقه الأكبر محمد امين من
ارتفاع مترين على الأرض ثم قام 3 شرطي
بربطه من رقبته، وعندما صاح جده وجدته
غاضبين " أطلق ابني" همس شرطى ايغوري
ويدعى ترسون للشرطي الصيني الذي كان
يمسك بالطفل بكلمات باللغة الصينية على
أذنه وعلى أثر ذلك أطلق الشرطي الطفل،
وقد تعلق الطفل بجده فور إطلاقه، وأصيبت
جدته بالإغماء حيث سقطت على الأرض، وبعد
ذلك أخذت الشرطة والد زولفقار وشقيقه
الأكبر محمد امين وابنه رشاد إلى مديرية
الأمن حيث استجوبتهم طوال الليل وأخلت
سبيلهم في الصباح، وعندما عادوا إلى
منزلهم وجدوا عشرات من أفراد الأمن
يرقدون في غرفة النوم حيث ردوا والد
زلفقار على أعقابه عندما هم بالدخول،
ولما دخل الصالون وجد والدة زلفقار في
حالة بكاء ولا تستطيع الكلام بسبب الهلع التي
أصيبت به، وبالنظر إلى حالة المنزل تبين
أن الشرطة قامت بتفتيش المنزل تفتيشا
دقيقا وأخذت معها بعض الأشياء، وبسبب
الخوف وحالة الهلع في ذلك اليوم أصيب
رشاد ابن شقيقه برج في المخ حيث لم ينفع
التداوى.
وقد عاشت عائلته حالة من القلق والتهديد
منذ أن اعتقل زولفقار في السادس من شهر
إبريل نيسان عام 1998م إلى أن أعادت
قازاقستان شقيقه حميد إلى السلطات
الصينية حيث أن جنودا مدججين بالأسلحة
كانوا يقومون بضرب أفراد العائلة
وتعذيبهم حتى يخبروا عن مكان وجود حميد،
كما أنه كان يتم توقيف سيارات مجهزة
بالكاميرات في حديقة المنزل وحبس والدي
حميد فيه وتفتيش المنزل بصفة مستمرة.
وكان يتم مراقبة المنزل بالجواسيس الذين
وضعوا حوله، وكان الوالدان يتضرعون إلى
الله ليلا ونهارا أن يخلصهم من هذا
العذاب.
وقد أصيب الوالدان وحفيدهم رشاد بالمرض
بسبب حالة الخوف والتهديد والعذاب
والقلق على أبناءهم زلفقار وعبد الحميد
ومحمد امين. ورغم أن منزل شقيقته زولفيم
بعيدة إلا أنها لاقت نفس الموقف حيث
تعرضت للإهانة والتحقير من قبل مركز
عملها مما أدى إلى إصابتها هي الأخرى
بضعف في المخ وتدهور صحتها.
ونعود إلى مصير زلفقار فعندما اعتقل
أخذوه أولا إلى قسم الشرطة حيث استجوب
هناك ولما لم تستطع الشرطة انتزاع
اعتراف منه بالتهمة الموجهة إليه, قالت
لوالده: " أنه لا توجد مشكلة، وسوف يتم
إطلاق سراحه غدا بشرط أن تقوم بالنصح له
حتى لا يتورط في مشاكل" وفي اليوم
التالي نقل إلى مديرية أمن الولاية
وتعرض للتعذيب الرهيب بشتى الوسائل طوال
أسبوع، وبعد ذلك قاموا بوضع سلاسل
حديدية في يديه وربطه بالماسورة في غرفة
التحقيق، وقد استطاع زلفقار التخلص من
هذا الوضع والهرب، وبعد ذلك وزعت
منشورات للقبض عليه، وفي تلك الأثناء
قامت الشرطة بمداهمة منزل عائلة زلفقار
وتعذيب والديه قائلة "أين خبأت ابنك"
كما قامت بالتمركز في المنزل، وعندما لم
يجد زلفقار مكانا مناسبا للاختباء فيه
وذهب إلى جسر النهر رآه جاره حميد الذي
أخبر الشرطة بواسطة والده عبد الرحمان،
كما رآه في نفس الوقت شخص يدعي ياريتاز
الذي قام باستضافته في بيته مدعيا أنه
سوف يسقيه الشاي وأخبر الشرطة التي جاءت
على الفور وقامت بتطويق المنزل و أعادت
القبض على زلفقار الذي كان في حالة
إعياء شديد نتيجة العطش والجوع، كما
قامت بضربه حتى أغمي عليه حيث انطلقت به
إلى السجن من جديد، ولم يعرف بعد ذلك
مصيره حتى انقضي شهر كامل عندما رن جرس
التليفون في يوم الجمعة في وقت لم يكن
يوجد في البيت غير أمه حيث أن والده كان
قد ذهب لصلاة الجمعة ولما رفعت أمه
السماعة سمعت صوت زلفقار حيث أكد لها
أنه على قيد الحياة وطلب أن يأتي والده
أو شقيقه إلى مر كز الشرطة في اليوم
التالي ليقابل ضابط يدعي قالي ثم انقطع
الاتصال، ولما علم والده بالأمر أرسل
ابنه الآخر سيد احمد إلى الشرطة في
اليوم التالي حيث التقي سيد بالضابط
قالي الذي قال له "أن زلفقار يشتكي من
ألم شديد في خاصرته وينبغي مداواته"
وطلب منه ألف ين صيني من أجل ذلك، فقال
سيد أنه لديه ستمائة ين وعرض دفع 500 ين
إلا أن الضابط رفض وأخذ منه كل ما لديه
من النقود وطلب منه أن يأتي في اليوم
التالي لأخذ زلفقار إلى المستشفي وأكد
أن الألم الذي يشتكي منه زلفقار ليس
سببه التعذيب حيث أنه يعود إلى زمن
بعيد، ولما ذهب سيد في اليوم التالي وجد
أن أفراد الشرطة تقاسموا مبلغ ستمائة ين
الذي أعطاه لهم فيما بينهم ونقلوا
زلفقار إلى السجن، ولم يستطع الحصول على
معلومات عن مكان وجود زلفقار.
ويتم قبول المأكولات واللوازم الضرورية
التي يأتي بها عائلات المسجونين من قبل
السجن كل أسبوعين، ويطلب من أقارب
المسجون النقود حيث لا يقبل غيرها،
ويعطي الأباء 50 أو 100 ين وعلى الأقل
20 ين لإدخالها إلى أبنائهم، والطعام
الذي يقدم للمسجونين قليل جدا بحيث لا
يشبع البطن، والوضع والطعام السيئ أصابا
المسجونين بأمراض، لذلك يقوم المسؤولون
في السجون ببيع فضلات المأكولات إليهم.
وفضلا عن ذلك يوجد محل في السجن حيث
يبيع الأشياء بضعفي سعرها العادي، ويرغم
المسجونين على شراء احتياجاتهم من تلك
المحل، ولما رفض المسجونون شراءها
قائلين أن عائلاتنا يبعثون بالنقود
إلينا رغم احتياجهم وأنتم تقومون ببيع
الأشياء إلينا أغلى من سعرها العادي قام
السجانون بانتزاع ما لديهم من الأشياء
وحرقها، ولذلك بعث المسجونون برسالات
إلى عائلاتهم كي لا يبعثوا بالنقود
إليهم لانهم لا يستطيعون الانتفاع بها.
هذا وتستمر مثل تلك الممارسات بصورة
دائمة في تركستان الشرقية. ونحن نتساءل:
ألم يحن الوقت لوضع حد لتلك المظالم؟
وإلى متي تستمر تلك المظالم؟
وبعد زج زلفقار بالسجن و في أثناء عدم
معرفة مصيره من قبل عائلته تخبر النيابة
والده أن زلفقار سوف يتم محاكمته،
وعندئذ يقوم والده بدفع 1500 ين لمحام
يدعي سيد عالم من أجل الدفاع عن ابنه.
ويتم إجراء المحاكمة في يوم 16 / 11/
2001م حيث يساق 4 شبان وقد طالت لحيتهم
و من ضمنهم زلفقار ومربوطين بالسلاسل
الحديدية إلى ساحة المحكمة, ويبكي
والداه وأقاربه لما يرونه على تلك
الحال، ويقوم زلفقار بمواساتهم قائلا
أنه بخير.
وقد بدأت المحاكمة وتم أولا محاكمة
واستجواب زلفقار، وفي أثناء المحاكمة تم
وضع 3 كراسات تتضمن سجل زلفقار عن
التحقيق معه، ويبدأ القاضي بتوجيه
الأسئلة تلو الأخرى إليه فيرد زلفقار
عليها، ويقول القاضي له: "بأنك وقعت علي
هذه الاعترافات فلماذا تنكر هنا؟" فيرد
زلفقار : "بأنه وقع على تلك الاعترافات
حتى لا يموت بسبب التعذيب الذي تعرض له،
ولثقته بأنه سوف يقول ذلك في المحكمة،
وأنه قد تم أخذ توقيع يده على بعضها عند
إغمائه نتيجة التعذيب، وطلب إجراء تحقيق
بهذا الشأن، وقام المحامي بترديد آرائه،
وقد أقر زلفقار بعشرين تهما من التهم
الموجهة إليه وأنكر بقيتها، ولم يكن
يوجد محام لبقية الشباب وهم أنكروا
بدورهم التهم.
وقد انتهت المحاكمة في الساعة الخامسة
عصرا, وسأل القاضي قبل انتهاء المحاكمة
من زلفقار عما إذا كان يود أن يقول
شيئا؟؟ فأجاب زلفقار: "بأنه ينبغي أن
تحافظوا على أملاكي الشخصية فعندما
اعتقلت كان عندي 610 ين صيني، وهاتفا
منقولا قيمته 400 ين بالإضافة إلى ساعة
يدي والذي اشتريته من مصر وقد صادرت
الشرطة كلها" فدون القاضي ذلك على ورقة
إلا أنه لم يتخذ أي إجراء بهذا الشأن، و
بعد ما أخذوه من جديد إلى السجن لم يعرف
مكان وجوده إلى مدة طويلة، وانتشرت
شائعات بأنه سوف يتم إعدامه، ولما قام
والده بسؤال الشرطة عن ذلك أجيب بان ذلك
محض إشاعات.
وتم نقل زولفقار من سجن الولاية إلى سجن
الحياة الجديدة في شهر إبريل عام 1999م،
والوضع في هذا السجن شبيهة تماما بالسجن
السابق حيث يتم بيع الطعام إلى
المسجونين، وبعد أن علم والده بمكان
وجود زلفقار بعث إليه كل أسبوع بخمسين
ين وذلك بواسطة مدير السجن، وكان والده
يقف في البرد القارس أمام السجن وهو
يحاول إدخال الطعام إليه ، وفي بعض
الأحيان كان يسيل الدموع من عينيه، ولو
نجح في إدخال الطعام مرة واحدة كان يشعر
بالسعادة، وقد استمر هذا الوضع حتى شهر
تموز يوليو عام 1999م.
وتم حبس شقيقه حميد الذي أعادته
قازاقستان في سجن ولاية ايلي بعد أن تم
تعذيبه في كل من قورغاس, كويتون,
اورومجي وتشابشال فيما تم نقل شقيقيه
زلفقار وسيد إلى سجن المدينة، ومنذ ذلك
كان يقوم أفراد العائلة بالتنقل بين
السجون وهم في حالة حزن عميق.
ويقوم والدا حميد بالذهاب إلى السجن
الذي يوجد فيه في 15 /8/ 2000 لإدخال
الطعام إليه ولكن لا يستطيعون رؤيته،
وفي تلك الأيام يكتشف أن زلفقار قد حكم
عليه بالإعدام في 24/ 7/ 1999م. وكان قد
تقرر إعدامه سرا بعد إخبار زلفقار بذلك
ولم يعلم ذلك المحامي سيد عالم أيضا.
ولما ذهب الوالد مع المحامي إلى المحكمة
عرضوا عليهم مسودة الحكم والتي مر ت على
انقضاء مدتها 6 أيام، وقد احتج والده
على ذلك وقرر رفع شكوى إلى الجهات
العليا، وبعد يومين جاءت هيئة تفتيش من
اورومجى للتحقيق، وقد رفع والد زلفقار
شكوى إلى أعضاء الهيئة حيث قاموا
بالتحقيق بشأن القضية، وبعد ذلك لم يصدر
صدي حتى 20/2/ حيث أعلن في التلفاز أنه
قد تقرر إعدام قاتل صيني في السجن سرا
(مع زولفقار) وصدر أمر في ذلك الوقت
بإيقاف تنفيذ الحكم مؤقتا حيث وصلت هيئة
تفتيش للبحث في المسألة، وتوقف تنفيذ
الحكم. كما لم يتم إعدام القاتل الصيني
ونقل إلى مكان آخر، وبعد وقت قصير قام
طبيب السجن باستدعاء شقيقته بالهاتف،
ولما ذهبت شقيقته طلبوا منها مبالغ
مالية للقيام بمداواة زلفقار لأن عنده
جراح خطير و أعطتهم شقيقته المبلغ
المطلوب وهددوها بعدم إفشاء ذلك.
وقد أخبرت شقيقته والداها بما حدث بعد
عشرة أيام، ولما ذهب والده إلى المحكمة
أجيب بأنه لا علم لهم بذلك وحثوه على
الذهاب للشرطة حيث ذهب إلى الشرطة وقابل
مسؤول يدعي ترسون حيث قال له: " انه سوف
يأمر بالتحقيق في الأمر".
ونتيجة للتحريات المستمرة لوالده عرف أن
زلفقار مريض جدا وأنه لم يتم مداواته،
وفي تلك الأثناء وصل موظف من محكمة
التفتيش باورومجي إلى غولجا وزار السجن
حيث أنه عندما رأي زلفقار على هذه
الحالة أمر بمداواته بجدية، وعلى أثر
ذلك بدأ طبيب السجن بمداواته.
وحسب ما قال الطبيب "فان زلفقار أصيب
بالتسمم حيث نبت جراح في قلبه. وهذا
الجراح ذات صلة بالدم ، ولو انتشر إلى
العظام سوف يشكل خطرا "وبدأ الطبيب
بالمداواة. وكان في الأصل قد تقرر وضع
السم في الطعام لقتله وقد شعر بذلك
أعضاء المحكمة العليا، وعندما اكتشف ذلك
قاموا بأخذ النقود لمداواته.
وتم تسميم ابن شخص يدعى فيزولام بالسم
في شهر تموز يوليو عام 1998م، كما يقبع
حاليا ابنه الآخر في سجن الولاية، وقد
خططوا في المحكمة الأولى لإعدام 19 شابا
كتضحية بمناسبة العيد الخمسين للدولة
الصينية. ولكن خططهم هذه قد اكتشفت حيث
علم العامة ذلك، ومنذ ذلك الحين غيروا
خططهم إلى قتله بالسم.
وأكبر دليل على ذلك أنه لما اعتقل سيد
احمد شقيق زلفقار ذهب والده إلى مركز
الشرطة وقابل رئيس الشرطة يانغ ياوجانغ
وطلب منه إطلاق سراح سيد لأنه برئ، قال
له ياو: أنه قد أخبر كل شئ لزوجة ابنه.
ولما سأل والده من زوجة ابنه قالت له أن
ياو قال لها إنه بسبب حميد وزلفقار قتل
العديد من الجنود، لذلك نحن ننتقم لهم،
وبعد فترة من الهدوء تم إعدام 144 شابا
سرا في يوم 14/ 6/ وفي وقت واحد،
وبالإضافة إليهم تم إعدام زلفقار وأربعة
شباب آخرين رميا بالرصاص سرا.
وكان قد تم نقل شقيقه سيد قبل ذلك إلى
سجن في اورومجى، ولما قام والده
بتحريات عن زلفقار أجيب بأن لا يقلق
بشأنه ولذلك ذهب إلى اورومجى لرؤية سيد
حيث عاد في يوم 13 / 6 أي بعد أسبوع.
ويقوم أفراد الشرطة في تلك الأثناء بأخذ
والدا زلفقار وزوجة شقيقه إلى بلدة
غولجا حيث يحبسون هناك في غرفة في
النيابة، وفي صباح اليوم التالي وفي
الساعة السابعة صباحا يؤتى بهم إلى
السجن حيث يتم السماح لهم برؤية زلفقار
، وكان زلفقار يجلس على الأرض مواجها
الباب، ولما اقترب الوالدان احتضنهم
زولفقار، وبكي الوالدان وسالت الدموع
الغزيرة من عيونهما، إلا أن زلفقار قام
بمواساتهم بتلاوة آيات وأحاديث عن
الصبر، وبعد مرور خمس دقائق تم قطع
المقابلة، ولم يسمح لشقيقته زولفيم
برؤيته.
وتم أخذ زلفقار بالسيارة إلى جبل غولجا
حيث تم إعدامه رميا بالرصاص وبعد ذلك
أخذ والد زولفقار مع ابن شقيقه إلى مكان
الإعدام حيث تم عرض جثته عليه، وقد رأي
والده زلفقار وهو راقد على الأرض وعينيه
مفتوحتان، وبعد أن قام والده بربط وجهه
وجد أن في رجله أغلال حيث جاءت الشرطة
وفكتها، وقد بقيت الأغلال في رجل
زلفقار طوال 3 سنوات في السجن، وعندما
تضرع والده إلى الله سخر منه الجنود
باستهزاء، ولما قام الوالد بخلع ملابس
زلفقار وجد أن كل أعضاء جسده مجروحة،
وتم المجئ في هذه الأثناء بإمام ومؤذن
للصلاة عليه حيث قال الإمام للوالد: "
لا تبك لأن ابنك قد استشهد، واخلع
بنطلونه وبعد تكفينه نضعه داخل القبر"
وبعد ما أتم الوالد خلع ملابسه قام
أفراد الشرطة بحرقها، وفي تلك الأثناء
كان هناك أكثر من 200 جندي يحرسون
المكان.
وبعد أن تم تكفينه تم دفنه مع شاب اسمه
عالم جان أعدم أيضا، وبعد دفنهم لم يكن
هناك أي جندي من الذين كانوا يحرسون
المكان، وقد عاد والده إلى منزله وحيدا،
ولم يعلم أحد حتى ذلك الحين بإعدام
زلفقار، و بعد علم العامة بذلك بدأوا
يتوافدون إلى منزل العائلة لتقديم
العزاء، وكان هناك جواسيس يراقبون
الموقف.
وبعد فترة قصيرة من إعدام زلفقار وصل
مسؤلون من اورومجى حيث انتقدوا جونغ
لووان محافظ الولاية بأنه قد أخطأ عندما
أعدم زلفقار بدلا من زعيم جماعته، وبعد
ذلك بدأ أفراد العائلة يقلقون على حميد.
وتستمر حاليا الضغوط الصينية في ولاية
ايلي بشكل شديد والخونة يقومون بأدوارهم
على أكمل وجه.
فعلى سبيل المثال: لقد أفشي كل من
نوردون جمال الدين ومراد عبد القادر
زميلا زلفقار في الدراسة في مصر كل
الوقائع التي حدثت سواء بمصر أو بعد
العودة إلى تركستان الشرقية، ووقعا على
اعترافات بذلك، كما حمل الاثنان كل
المسؤولية على عاتق كل من الشقيقين
زلفقار وحميد، ونتيجة لذلك ساعدا
السلطات على إعدام زلفقار، ولكن زلفقار
وحميد لم يتهما أيا من زملاءهما على
الإطلاق بل دافعا عنهم، ويشهد على ذلك
كل من عبد الحكيم، ترسون وعبد الولي
الذين حوكموا مع زولفقار.
وعندما سئل حميد أثناء محاكمته "لماذا
حاولت الثورة على الدولة؟ ومن هو
رئيسك؟ أجاب بأنه لا رئيس له، وأنه
عندما كان يدرس في مصر وقعت "حادثة
غولجا" حيث قتل الشيوعيون بوحشية العديد
من أفراد أمته ولذلك عاد إلى الوطن حيث
قام بالانتقام، وقد تعجب القاضي والشرطة
من هذين الشقيقين الباسلين.
وقد حصل الشخصان اللذان ساعدا السلطات
الصينية في إعادة القبض على زلفقار
عندما هرب من السجن ويدعيان حميد و ياري
على مكافأة مالية.
هذا وتعتبر قصة هذا المجاهد الغيور
والباسل نموذج من معاناة الشعب
التركستاني الشرقي المسلم.
وليس بغريب وقوع مثل تلك الأوضاع في
تركستان الشرقية حيث أن حوادث اختفاء
الأشخاص بعد اعتقالهم مستمرة، والجهات
المحلية المسؤولة عبارة عن أجهزة لخدمة
مصالح السلطة، والشعب التركستاني يعيش
محروما من أدني حقوقه الإنسانية، وتشتد
ممارسات القمع الصينية ضد المسلمين
الأيغور يوما بعد يوم.
مركز تركستان الشرقية
للمعلومات
07/30
/ 2001
م
|