يقررت السلطات المحلية في العاصمة الصينية بكين إغلاق دور المسرح والسينما والبارات ومقاهي الإنترنت في محاولة جديدة من جانبها لوقف انتشار فيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي المعروف بـ" سارس".
وقالت وكالة الأنباء الصينية شنخوا إن "جميع أماكن الترفيه والمناسبات التي تنطوي على تجمعات عامة ستتوقف لحين السيطرة على انتشار الفيروس".
وقد جاءت الإجراءات الصينية الجديدة يوم السبت في نفس الوقت الذي كشفت فيه التقارير عن وفاة عشرة أشخاص جدد على الأقل في آسيا وكندا ليرتفع إجمالي ضحايا سارس في جميع أنحاء العالم إلى 300 شخص.
فقد توفي سبعة أشخاص في الصين وستة في هونج كونج بينهم أصغر ضحية يموت بالمرض، كما أعلن عن مئات من المصابين الجدد.

وأدت موجة الانتقاد الدولية للصين بسبب أسلوب مواجهتها للمرض إلى استقالة وزير الصحة جيانج وينكانج كما قالت شنخوا يوم السبت.
وقد اتصل الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش أمس هاتفيا برئيس الوزراء الصيني هو جانتاو وأعرب له عن تعازيه لأسر الضحايا الذين توفوا بفيروس سارس.
وقال بوش إن الولايات المتحدة سوف تقدم "الدعم" إلى الصين إذا دعت الضرورة.
تنسيق إقليمي
وقد تصاعدت الجهود الإقليمية في آسيا لمقاومة المرض، حيث عقد وزراء الصحة من دول مجموعة الآسيان لشرق آسيا بالإضافة إلى اليابان والصين وكوريا الجنوبية اجتماعا لتنسيق جهودهم في مكافحة سارس.
واتفق الوزراء أثناء اجتماعهم في كوالالمبور على ضرورة فحص المسافرين قسريا قبل مغادرتهم بلادهم للتأكد من خلوهم من المرض.
ووافق الوزراء على عدة إجراءات منها:
• عدم فرض قيود عشوائية على سفر الأشخاص من البلدان المصابة بالفيروس.
• مطالبة منظمة الصحة العالمية بتنقيح قواعدها في إصدار تحذيرات السفر إلى المناطق المصابة.
• تقاسم المزيد من المعلومات خاصة تلك التي تتعلق بالأشخاص المصابين ورصد تحركاتهم عالميا.
وتعتبر كندا هي الدولة الوحيدة خارج آسيا التي أصيبت بالمرض.
وقد توفي رجل يبلغ من العمر 77 عاما من جراء الفيروس يوم السبت وهو زوج لامرأة تعمل في مجال الرعاية الصحية وأصيبت بالعدوى في وقت سابق.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها قد تعيد النظر في تحذيرها من السفر إلى تورنتو وهي المدينة التي سجلت جميع حالات الإصابة بالمرض في كندا.
إجراءات مشددة
وقد أعرب وزراء صحة الآسيان في بيان بعد الاجتماع عن اقتناعهم "بفعالية إجراءات فحص المسافرين قبل مغادرتهم المناطق المنكوبة في وقف انتشار سارس".
وقال البيان إن " حالة إصابة واحدة يمكن أن تقود إلى تفشي المرض إذا لم تتبع إجراءات وقائية مشددة".
ودعت منظمة الصحة العالمية جميع الدول إلى "بذل قصارى جهودها" في المعركة ضد فيروس سارس.
وأدى انتشار الفيروس في الصين إلى استقالة وزير الصحة وتكليف وو ياي نائبة رئيس الوزراء بالإشراف على الوزارة.
ويقول مراسلنا فرانسيس ماركوس إن ياي هي أرفع النساء منصبا في الحكومة الصينية وإن تعيينها يعتبر مؤشرا على مدى الجدية التي تقود بها الصين حملتها ضد المرض.
 

© ETIC  27/04/2003 12:05  Published By A. Karakash