|
أشهر عالم في تركستان الشرقية
يعتقل بسب تدريسه العلوم الإسلامية
|
داهمت السلطات الصينية في مدينة خوتن
بمنطقة تركستان الشرقية (ما يسمى الآن
ب"شنجيانغ") يوم 2/1/2004م أحد البيوت
الشعبية في المدينة واعتقلت العالم
الكبير و المجتهد الشيخ/ عبد الأحد برات
مخدوم 74عاما وهو يلقي دروسا لسبعة من
طلابه في المدارس السرية. واعتقل الطلاب
وصاحب البيت معا وهم الآن مازالوا
يقبعون في السجن المركزي في المدينة.
والشيخ/ عبدالأحد مخدوم يعاني من متاعب
في الكلى وحالته الصحية متدهورة وليس له
ذنب سوى أنه أدى واجبه تجاه ربه بتدريس
العلوم الشرعية.
فحياة الشيخ / عبدالأحد برات مخدوم حافل
بالمآسي والآلام في سبيل تعليم الدين
الإسلامي مع أنه من رواد الدعاة إلى
الإسلام بالطرق التعليمية ويعارض العنف
بأي شكل من الأشكال .
ولد في مدينة "قارا قاش" عام 1930م (وهو
إبن شقيقة الزعيم التركستاني والمجاهد
الكبير، صاحب كتاب " تاريخ تركستان
الشرقية" الشهير الشيخ/ محمد أمين بغرا
رحمه الله الذي توفي في المنفى في أنقرة
عام 1965م) وتلقى تعليمه في مدارس كاشغر
العريقة بين عام 1950- 1958م وبعد تخرجه
عاد إلى مدينة خوتن وبدأ بالتدريس. وبعد
ستة أشهر فقط من عودته أعتقل من قبل
السلطات الشيوعية وحوكم عليه بالسجن
لمدة خمسةعشر عاما مع الأشغال الشاقة
لكونه عالما وخرج الشيخ من السجن بعد
قضاء المدة سنة 1974م ومالبث أن بدأ
مشواره الطويل ألا وهو تدريس العلوم
الشرعية تحت الأرض واستمر الحال بتخريج
مئاة الطلبة في العلوم الإسلامية (و أنا
واحد منهم ) واعتقل الشيخ مرة ثانية عام
1979م بحملة مشهورة أعتقل فيها في ليلة
واحدة آلاف العلماء في كل أنحاء تركستان
الشرقية وأطلق سراحه بعد سنة تقريبا.
وفي سنة 2001م أعتقل الشيخ للمرة
الثالثة مع إبنه الشيخ/ عبد الرؤوف عبد
الأحد برات وأطلق سراحهما بعد شهرين
وكان ممنوعا من إلقاء كلمة في المجالس،
والإمامة في المساجد ويعيش في الإقامة
الجبرية في بيته ولكنه عالم محبوب من
كافة الناس . وهذه هي المرة الرابعة
يعتقل والأسباب واحدة. وله مؤلفات عديدة
وتراجم كثيرة بأسماء مستعارة.
و تدعي الصين الشيوعية بسماح النظام
الأساسي للدولة حرية الإعتقاد والإنتماء
لأي دين وتحاول تحسين صورتها فى العالم
الإسلامي بهذ الشعار المزيف ولكن الواقع
في تركستان الشرقية مغاير تماما لما
تدعيه الصين. فموظفوا الدولة ممنوعون من
الصلاة وإذا ثبت أي من الموظفين وهو
يصلي يفصل من الخمة نهائيا بعد غرامات
مالية كبيرة. ولايسمح للشباب تحت سن
العشرين الدخول في المساجد فعدد
المسلمين في تركستان الشرقية أكثر من
عشرين مليونا ولا يوجد لديهم سوى معهد
واحد في العاصمة أرمجي لتدريب الأئمة
وعدد طلابه لا يصل أربعون طالبا. ففي
عام 2002م قامت السلطات الصينية المحلية
بما تسمى بحملة تصفية المنشورات
الممنوعة وأحرقت أكثر من أربعين ألف
نسخة من الكتب التراثية والسياسية
والدينية والتفاسير والمخطوطات ومن
ضمنها ترجمة معاني القرأن الكريم لمجمع
الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في
المدينة المنورة.
هذا هو حال المسلمين في تركستان الشرقية
والشعب التركستاني المضطهد يستنجد
بالعالم الإسلامي سواءا من الحكومات
والهيئات ومنظمات حقوق الإنسان في
العالم للضغط على السلطات الصينية
بالإفراج عن عالمهم المحبوب والوحيد حتى
لايتعرض حياته لخطر.
2/12/1424هـ
|