الاستقلال والحرية لتركستان الشرقية

 

E-Mail

 

 شبكة الأخبار العالمية الأيغورية

2002

|    الوطن     |    أسيا الوسطى    |    العالم الإسلامي   |    العالم     |

عائلات بلا مأوى في تركستان الشرقية

 
   
 

  بقلم: قوتلوق اردا
(تحليل إخباري)

     أصبحت مدينة آقسو التي تقع في الشطر الجنوبي من تركستان الشرقية والتي تشتهر بثرواتها المتنوعة هدفا مفضلا "لجيش الإنتاج والبناء" و للمستوطنين الصينيين الذين يتدفقون على تركستان الشرقية بلا انقطاع. ويرجع سبب ذلك إلى سياسة ما يسمى "فتح الشمال الغربي" التي تطبقها السلطات الصينية. فبينما يقوم قسم من هؤلاء الصينيين بالسيطرة على المراكز والأجهزة السياسية والاقتصادية والاجتماعية يقوم الصينيون العاملون في جيش الإنتاج والبناء بالتمتع بالمزايا التي وفرتها لهم السلطات في مجال الزراعة حيث يقومون بزراعة حقول هائلة من الأرض الخصبة بدون ضريبة تذكر. وعندما يحين موعد القطاف يقوم هؤلاء الصينيون بجلب الفلاحين الأيغور من مدينة اوجتورفان وكلفين المجاورة وتشغيلهم بأجور رمزية. ويوجد بين هؤلاء الايغور مسنون ومسنات  في سن السبعين والثمانين من العمر وصبيان في سن المراهقة حيث يعملون في جني القطن تحت جو شديد الحرارة. وقد برر أحد المسؤولين من جيش الإنتاج والبناء تلك العمل بأنه "يقوى الصلات بين القوميات ويساعد على رفع المستوى المعيشي للفلاحين". وفي حين أن الصينيون قد احتلوا جميع مصادر العيش من الأسواق والمراكز التجارية ومحلات البقالة في تركستان الشرقية لا يوجد في إدارة النظافة في المدن صيني سوى المدير الذي يصدر أوامره إلى العاملين الأيغور.  

   والأثرياء الصينيون الذين أتوا من من شانغهاي وهاينان تحت ذريعة المساعدة في تنمية الإقليم وإنشاء مدارس يقومون بعد أن يتمكنوا من بسط نفوذهم في شتى المراكز الحزبية والأمنية باستغلال المزايا الخاصة التي توفر ت لهم حيث يقومون بشراء المؤسسات العامة من المصانع والمراكز التجارية والسياحية والأثرية  التي أعلن عن إفلاسها ويصبحون  "سادة المناطق الجدد".

   فعلى سبيل المثال: قامت شركة سياحية صينية بشراء مزار "قرميش اتام مازيري" القديم والذي يرجع تاريخه إلى مئات السنين وحولته إلى منطقة سياحية بعد تغيير اسمه إلى ما يعني "حديقة الغابات" باللغة الصينية .

   ولم تقم وسائل الإعلام المحلية بأية ردود تجاه تغيير اسم تلك المزار فحسب بل واستعملت الاسم الجديد. كما لم يصدر أي رد فعل من قبل هيئة الآثار. وتوفر السلطات مزايا كبيرة للصينيين في التجارة في تركستان الشرقية حيث أصبحوا يملكون معظم المراكز التجارية في المدن والمحافظات. كما أن الأسواق المغطاة التي أنشئت حديثا أصبحت ملكا خاصا للصينيين حيث يتصرفون فيها كيفما يشاءون.

   وتحت دعوى حملة "مدينة خالية من التلوث" تقوم السلطات بهدم منازل الأيغور في شتى مناطق تركستان الشرقية.

   فعلى سبيل المثال: قامت السلطات باصدار قرار بهدم منازل الأيغور في عدة مناطق في اورومجي منها منطقة "قزيل كوروك" و "ونغشان كوجسي" و "لنغر محلي" وغيرها من المناطق وأنشأت محلها مباني سكنية. ويضطر الايغور الذين هدمت مساكنهم إلى الانتقال إلى مناطق نائية خصصتها لهم السلطات التي تقول إن الأرض ملك للحكومة ولا يحق لأحد الاعتراض على الانتقال. واصبح هؤلاء الايغور ضحايا سياسة التشتيت الفاشية الصينية.

   ولم يبق أمام الأيغور سوى التضرع إلى الله أن يهبهم الحرية والاستقلال ويهلك الظالمين. إنه سميع مجيب.