تصدر بيان صادر بثته وكالة الأنباء
الصينية الجديدة يوم 21 من يناير
/كانون الثاني مقال بعنوان "لن يفلت
الإرهابيون في تركستان الشرقية من
العدالة". وجاء في المقال المذكور سرد
طويل لقضية تركستان الشرقية والعمليات
الإرهابية المزعومة التي ارتكبها
الأيغور والصلات التي تربط "الإرهابيين
الأيغور" مع شبكات الإرهاب الدولية، وعد
المقال كافة حركات الاحتجاج والمظاهرات
السلمية التي وقعت خلال السنوات العشر
الأخيرة ضمن العمليات الإرهابية، وحاول
المقال أن يربط الجماعات الأيغورية
بشبكة الإرهاب الدولية بقيادة أسامة بن
لادن.
ونحن من جانبنا إذ ندين ونشجب تلك
الاتهامات والادعاءات الصينية نعتقد
أنها محاولة جديدة من أجل تقديم الأيغور
إلى الرأي العام العالمي على أنهم
إرهابيون.
تركستان الشرقية اسم
مقدس لدولة ذي تاريخ عظيم
ولم يأت المقال بجديد حيث كرر الادعاءات
الصينية السخيفة من أمثال "أن اسم
تركستان الشرقية لا أساس لها في التاريخ
وأن قوى الاحتلال الأجنبية هي التي
أطلقت تلك الاسم في القرن التاسع عشر من
أجل تفكيك وحدة أراضي الصين".
ومن المعلوم أن تركستان الشرقية هي
الوطن الأم للقبائل التركية وعاشت فيها
تلك القبائل منذ قرون عديدة. وقد اعتادت
القبائل التركية المختلفة من الايغور
والقازاق والفيرغيز والاوزبك على تسمية
نفسها بالأتراك كما اعتادت على ذلك
الدول والقبائل المجاورة من عرب وفرس
وغيرها. وانطلاقا من ذلك قام المستشرقون
الأوروبيون في القرن التاسع عشر
باستعمال تلك الاسم وذلك على أساس أن
تلك الأرض التي تقع في أقصى الشرق من
المواطن التركية موطن لأتراك الشرق
وأطلقت عليها اسم تركستان الشرقية.
وقد قبلت تلك الاسم كافة القبائل
التركية بسبب موافقته للطبيعة الجغرافية
والقبلية لتلك الأرض وتحول تلك الاسم
إلى علم على دولة تسمت طوال التاريخ
بأسماء مختلفة,وإذا كان هناك اسم قد
اخترعه المستعمرون فهو "شنجيانغ" (الأرض
الجديدة) التي اخترعه الاستعمار الصيني
وذلك أن الصينيون عندما استعمروا بلادنا
لأول مرة في القرن الماضي قد اخترعوا
تلك التسمية اللعينة و التي لم ولن
يقبلها شعبنا في أي زمن.
وجاء في الفصل الأول من تلك المقال أن
"شنجيانغ قد تم ضمها قبل الميلاد بستين
سنة إلى الصين". صحيح أن الصينيون
استعمروا تركستان الشرقية لأول مرة قبل
الميلاد بستين سنة لفترة من الزمن ولكن
القيام بالإدعاء بأن الأرض المحتلة كانت
من الأزل جزء من الصين فهي من أوهام
الصينيين. وعندما احتل الصينيون تركستان
الشرقية لأول مرة والفترات التي تلت ذلك
كانوا قد احتلوا أيضا المناطق التي تسمى
الآن بمنطقة آسيا الوسطى ولكن الصينيون
لا يستطيعون الادعاء اليوم بأحقيتهم
فيها وذلك أن تلك المناطق أصبحت دول
مستقلة ذات سيادة.
ولذلك ليس بمستغرب على هؤلاء الصينيين
محاولتهم خداع الرأي العام بتزوير
التاريخ عامة وتاريخ تركستان الشرقية
خاصة.
الكفاح ضد الاحتلال ليس إرهابا
وجاء في الفصل الثاني من البيان المذكور
مقال تحت عنوان : "العمليات الإرهابية
التي ارتكبتها المنظمات الإرهابية في
تركستان الشرقية" حيث وصفت المقاومة
وحركات الجهاد الايغورية بالإرهاب.
ومن المعروف أن لكل حركة تحرير أهدافها
الخاصة بها، وحركة الاستقلال الايغورية
ليست كما يزعم الصينيون قوى إرهابية
وعميلة للقوى الخارجية وإنما هي حركة
مقاومة هدفها تحرير الشعب الايغوري من
وصمة عار في جبينه ألا وهي العيش تحت
الاحتلال الصيني. والمجاهدون الايغور
ليسو إرهابيين كما يدعى الصينيون وإنما
هم مجاهدون في سبيل الله ومن خيرة أبناء
تركستان الشرقية. وقد عانى الشعب
التركستاني أشد أنواع الظلم والقمع طوال
العقود الخمسة الماضية التي مضت على
وقوعه في قبضة الاحتلال الصيني حيث مارس
الشيوعيون الفاشيون قمعا وبطشا لا مثيل
لها ضد تلك الشعب الأبي. وإذا رجعنا
بذاكرتنا إلى الوراء قليلا نجد أن 500
ألف شخص قد تم قتلهم بتهم "الانفصالية
القومية والتطرف الديني" خلال الخمسين
سنة الماضية. وقد بلغ عدد الايغور الذين
تم إعدامهم خلال السنوات العشر الأخيرة
أكثر من ألفي شخص وذلك بالتهم نفسها.
ويقبع أكثر من 100ألف أيغوري حاليا في
السجون. وخلال فترة ثلاثة اشهر مضت على
أحداث الحادي عشر من سبتمبر الأخير تم
اعتقال أكثر من 3آلاف شخص تم إعدام أكثر
من عشرين منهم حتى الآن.
الإرهابي الحقيقي هو النظام الصيني
الظلم يقابله مقاومة" هذا حق مشروع لكل
من يتعرض للظلم. لقد عرف الشعب الأيغوري
طوال فترة الاحتلال الصيني ماهية
الاستعمار ووجهه القبيح، وهو على قناعة
من أنه بدون الحصول على الاستقلال لا
يمكن الحصول على الحرية ومعيشة إنسانية
كريمة، والشعب الذي يعاني الظلم له الحق
في أن يدافع عن نفسه. ولقد قام الشعب
الأيغوري خلال الخمسين سنة التي مضت على
وقوعه تحت الاحتلال الصيني بأكثر من
مائتي ثورة مسلحة حيث استمرت نشاطات
المقاومة الأيغورية بدون انقطاع.
وليست حركات الاستقلال الأيغورية التي
بدأت صحوتها في بداية التسعينيات حصيلة
تحريض خارجي أو امتداد للصحوة الإسلامية
في آسيا الوسطى وإنما هي امتداد لنضال
الشعب التركستاني عبر الزمن.
كما وضعت وكالة الأنباء الصينية الجديدة
في بيانها المذكور حزب حركة الإصلاح
الإسلامي التركستاني وحزب الله
التركستاني على قدم المساواة مع كافة
جماعات المقاومة الأيغورية وذلك من أجل
تقديم ذريعة وأدلة على ادعاءاتها بأن
جميع حركات المقاومة الأيغورية منظمات
إرهابية تمارس العنف من أجل تحقيق
أهدافها. وعرضت بعض من أعمال العنف التي
نفذتها الجماعتين المذكورتين على أنها
أدلة تستحق بسببها كافة جماعات المقاومة
الأيغورية وصف الإرهاب.
وتوجد أكثر من عشرين منظمة وجماعة
سياسية للايغور في داخل تركستان الشرقية
وخارجها ولكل منها برامجها ووسائلها
الخاصة التي تمارسها من أجل تحقيق هدف
الجميع ألا وهي تحرير تركستان الشرقية.
ولكن جماعات المقاومة السياسية
الأيغورية البارزة من أمثال "المجلس
الوطني التركستاني، والمجلس العالمي
للشباب الأيغوري، ومركز تركستان الشرقية
للمعلومات والمركز الثقافي الأيغوري في
أوروبا تمارس نشاطاتها وفقا لبرامجها
الخاصة بها وبوسائل سلمية وديمقراطية
بحتة ووفقا لقوانين الدول التي تعيش
فيها.
وكانت الدوائر الصينية قد تناولت في
بياناتها السابقة تلك الجماعات أيضا ضمن
الجماعات الإرهابية إلا أن البيان
الأخير لم يتناول تلك الجماعات.وهذا
يوضح أن السلطات الصينية تمارس أساليب
خداعية شتى في محاولاتها الرامية إلى
وصف الأيغور بالإرهاب. وفضلا عن ذلك فان
حرية التعبير والتجمع والانضمام إلى
منظمات والمظاهرات محظورة على الشعب
التركستاني. وفي ظل تلك الأوضاع لا يمكن
التعجب من سلوك بعض الأشخاص أو الجماعات
وسائل مسلحة ضمن الكفاح في سبيل الحرية
والاستقلال وذلك أن كافة الوسائل مشروعة
في مقاومة الاستعمار وللمقاومين الحق في
اختيار سبل المقاومة.
فعلى سبيل المثال: جاء ضمن الأدلة
المزعومة على تورط الايغور في عمليات
إرهابية إشارة إلى ما وقع من محاولة
اغتيال هارون حاج إمام مسجد عيدكاه في
كاشغر وإمام مسجد في كوجار في عام
1996م. ، وحملت السلطات مسؤولية تلك
العمليات على الجماعتين السابقتين. ولكن
لا بد أن يطرح سؤال هنا وأنه لماذا يقتل
الأيغوري أيغوريا مثله؟ والجواب عن ذلك
تخرج من هوية واتجاه المقتولين الذين هم
من عملاء سلطات الاحتلال المخلصين
والذين لا يتوانون عن الاشتراك في جرائم
ضد إخوانهم الأيغور.وكانت بعض الجماعات
قد قامت في ذلك الوقت باغتيال وقتل
الخونة والعملاء لإرسال رسالة إنذار إلى
عملاء السلطة من أنهم سوف يواجهون نفس
المصير إن لم يعودوا إلى رشدهم، وتلك
وسيلة من وسائل الكفاح المشروعة.
واتهم البيان المذكور أيضا ثورة بارين
عام 1990م وثورة 5 فبراير عام 1997م
وثورة 1999 في خوتان بأنها عمليات
إرهابية خططت لها جماعات الإرهاب
الأيغورية.وفي الواقع فان جماهير الشعب
الأيغوري التي قامت بتلك الثورات
احتجاجا على الظلم والاضطهاد الصيني لم
يكن ليخطر ببالها أنها قد ارتكبت عملا
إرهابيا وذلك أن معظم الايغور لم يكن
يعلم في ذلك الحين ما هو الإرهاب ومن هو
الإرهابي؟ ولكن يبدوا في نظر السلطات
الصينية أن من يقاومها ولا يرضى بالعيش
قي ظل العبودية يعتبر إرهابيا يجب
القضاء عليه.
لا توجد صلة بين المقاومة الأيغورية و
الجماعات الإرهابية في العالم
وجاء في البيان أن هناك صلة حميمة بين
جماعات المقاومة الأيغورية وجماعات
الإرهاب العالمية وقدمت كدليل على ذلك
وجود علاقة بين حزب الإصلاح الإسلامي
التركستاني الذي يمارس نشاطاته في جنوب
آسيا وتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن
لادن وحركة طالبان حيث أن الحزب المذكور
قد تلقي دعما ماليا من بن لادن على حد
زعم البيان.
وفي الواقع فإن عددا من الأيغور سافروا
إلى أفغانستان من أجل اللجوء أو تلقي
تدريبات عسكرية فيها إلا أنه من غير
المعروف ما إذا كانوا قد أقاموا علاقات
مع الجماعات الإرهابية هناك. وإذا
افترضنا جدلا أن زعيم حزب حركة الإصلاح
الإسلامي التركستاني السيد حسن مخدوم قد
التقي مع أسامة بن لادن أو حصل منه على
دعم مالي مباشر إلا أن ذلك لا يغير من
طبيعة المنظمات والجماعات الأيغورية
وذلك أن حزب الإصلاح الإسلامي
التركستاني واحد من جماعات المقاومة
الأيغورية العديدة وهو لا يمثل إلا
نفسه، فلذلك لا يمكن تحميل مسؤولية
الأعمال الذي قام بها تلك الحزب على
كافة الجماعات الأيغورية. والسيد حسن
مخدوم زعيم الحركة لا يمثل إلا حزبه فقط
وذلك أنه ليس الممثل الشرعي للشعب
الايغوري.
ومن جهة
أخري وعندما انطلق الشعب التركستاني
بثورة بارين عام 1990م وهو يحمل في يده
أسلحة ابتدائية لم يكن يوجد تنظيم
القاعدة ولا طالبان. ولم يكن معظم الناس
يعلم عن أسامة بن لادن أيضا. واليوم وقد
تم القضاء على نظام طالبان وبدأ تنظيم
القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية
تحتضر. ولكن جماعات المقاومة الأيغورية
تسير في طريقها وتستمر في جهادها وذلك
أن وجود واستمرار جماعات المقاومة
الأيغورية ليست مرتبطة بدعم أو مساعدة
قوى خارجية حيث أن الجهاد الأيغوري
منبعه الأساسي بعد الله تعالى هو الشعب
الأيغوري المجاهد.
|