الاستقلال والحرية لتركستان الشرقية

 

E-Mail

 

 شبكة الأخبار العالمية الأيغورية

2002

|    الوطن     |    أسيا الوسطى    |    العالم الإسلامي   |    العالم     |

وقاحة صينية جديدة

 
   
 

     عندما قررت السلطات الصينية في شهر إبريل / نيسان من العام الماضي إعادة شن حملة ما يسمى "اضرب بقوة" في جميع أنحاء الصين حصرت أهداف الحملة في تركستان الشرقية بمن سمتهم "بالانفصاليين والمتطرفين الدينيين" اذ بادرت إلى قمع حركات المقاومة والاستقلال الأيغورية.

    ولقد تحولت أنظار العالم بعد أحداث 11سبتمبر الأخيرة إلى حملة الكفاح ضد الإرهاب. ولم تكن الصين لتدع تلك الفرصة التي أتتها في طبق من ذهب لتركب الموجة وتوجه تهمة ممارسة الإرهاب ضدها إلى قوى المقاومة والجهاد الأيغورية في تركستان الشرقية حيث اخترعت "دلائل إرهابية مزعومة " على تورط الأيغور في سلسلة حوادث تفجير وهجمات شنت ضد المصالح الصينية في تركستان الشرقية والدول المجاورة خلال السنوات العشر الأخيرة.

    ويبدو أن الصين لم تعد لديها من تهم الإرهاب والقتل ما توجهها إلى قوى المجاهدين الايغور في الآونة الأخيرة غير البحث عن تهم جديدة غيرها لا تشبهها في الأسلوب ولكنها ذات فاعلية في الحط من شأنهم كالإرهاب.

وهداها تفكيرها بعد بحث عميق أن توجه للأيغور ابشع تهمة بعد الإرهاب ألا وهي الاتجار بالمخدرات.

    فقد نقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية في التاسع والعشرين من يناير الماضي خطابا للسكرتير العام المساعد للحزب الشيوعي الصيني في تركستان الشرقية زو ألقاه أمام المؤتمر الثاني عشر للجنة مكافحة المخدرات والذي عقد في مدينة أورومجى في 28 يناير جاء فيه ما يلي: "يمارس الإرهابيون التركستانيون تجارة المخدرات على نطاق واسع وهم يحولون دون تقدم خطة كفاحنا ضد انتشار المخدرات وذلك أنهم يجنون ثمار الاتجار بها لصرفها على حركاتهم الإرهابية".

    ووفقا للإحصائيات الرسمية فان تركستان الشرقية تحتل المرتبة الثانية في حجم مدمني المخدرات بعد إقليم يونان في الصين. ويشكل الأيغور 80في المائة من مدمني المخدرات ،و هذا يعنى أنهم من المتضررين الحقيقيين من تلك الآفة المدمرة.

    ومما يثير الأسى والقلق أن تنتشر تلك الآفة المدمرة بين أبناء الشعب الأيغوري الذي يدين كافة أفراده  بدين الإسلام.

    وقد تسببت تلك الآفة المدمرة خلال السنوات العشر الأخيرة في وفاة الآلاف من أبناء الشعب الايغوري،  وتشريد آلاف الأسر، وقضى العديد من الآباء والأمهات حسرة عليهم.وقد خيبت السلطات آمالهم في منع الاتجار بالمخدرات وإنقاذ أبناءهم من الوقوع في تلك المستنقع حيث أن السلطات رغم دعايتها الواسعة في عزمها على مكافحة المخدرات إلا أنها لم تقم بأي تحرك لمعاقبة المتاجرين بها.

    وفي الواقع فان انتشار المخدرات والمواد المسمومة في تركستان الشرقية جزء من مخطط سلطات الاحتلال الصيني لإفساد الشباب الايغوري الذي هو عماد الجهاد ضد الطغيان الصيني، وكسر إرادته الصلبة من اجل الاستقلال وذلك أن الهدف النهائي للصينيين هو تحويل تركستان  الشرقية إلى مستعمرة أبدية لهم من خلال إبادة الشعب الايغوري بشكل تدريجي ومنتظم. وفي رأي الصينيين فان العقبة الرئيسية التي تحول دون تنفيذ مخططهم تلك هي قوى وحركات الاستقلال الايغورية التي تأخذ موقفها انطلاقا من عقيدتها الإسلامية وهويتها القومية المتميزة. والوسيلة الرئيسية والفاعلة للقضاء عليها الترويج للمواد المسمومة بين الشباب الأيغوري ودفعه للانحطاط الأخلاقي وفي مقدمتها المخدرات بكافة أنواعها والمواد الكحولية بكافة أشكالها والفاحشة وغيرها ……

    وقد عاني الصينيون أنفسهم تلك المؤامرة في القرن التاسع عشر على يد الإنكليز حيث قاموا ببيع المخدرات للصينيين وتسميم عقول أبناء الشعب الصيني مما أدي إلى إضعاف جسمه وتوهين عزيمته وكسر إرادته. واليوم يطبق الصينيون نفس المؤامرة على أبناء الشعب الأيغوري في تركستان الشرقية.

    نعم هناك أدلة غير قابلة للنقاش تثبت أن الصينيون بدءوا ينفذون تلك المؤامرة ضد الأيغور في تركستان الشرقية.

    فعلى سبيل المثال لا الحصر: " أفشي رجل صيني ينتمي إلى الطائفة الصينية المسلمة "دونغهان" كان قد قبض عليه بتهمة الاتجار بالمخدرات وحكم عليه بالإعدام أفشي هذا الرجل الذي يدعى ماو إلى رفيقه الأيغوري في السجن بسر خطير حيث قال له :" بما أنني سوف أموت سأفشي لك سرا خطيرا، هل تعرف أنني أمارس تلك التجارة منذ عشرين سنة وان السلطات تعرف مزاولتي لها ولم تمنعني إطلاقا من القيام ببيع المخدرات في سنجيانغ (تركستان الشرقية)؟ ولكن السلطات خشية إفشائي لهذا السر إلى أحد قامت باعتقالي وتريد الآن التخلص منى بإعدامي، وهل تعرف أن السلطات على علم بنشاطات جميع تجار المخدرات الصينيين في تركستان الشرقية إلا أنها لا تمنعهم من مزاولة نشاطاتها، ولذلك فان تجار المخدرات يزدادون يوما بعد يوم في المنطقة. وهل تعرف أسباب ذلك؟ هدف السلطات هو تسميمكم انتم الايغور وكسر عزيمتكم وإرادتكم. وقد غدرت الحكومة بي وتستعد الآن لإعدامي فلذلك أفشيت لك هذا السر." وقد شاعت هذه المقولة في تلك الأثناء بين الايغور وأثارت موجة من السخط الشديد.

    هذا وبالإضافة إلى ذلك ظهرت في السنوات الأخيرة في المناطق التي غالبية سكانها من الايغور تصرفات غريبة وعجيبة من قبل السلطات حيث أنه في أية منطقة قل استعمال مواد الخمور فيها  بعثت السلطات إليها  فريقا خاصا للتحقيق في أسبابها وبلغ بها الأمر إلى حد تهديد أصحاب المحلات من الأيغور الذين لا يبيعون تلك المواد بإغلاق محلاتهم إن لم يقوموا ببيعها.

    وغني عن البيان أن السلطات الصينية تتمنى أن يصبح كافة أبناء الشعب الأيغوري مدمني مخدرات وخمر ليهلكوا بها، وتنظر إلى الأيغور الذين هم ليسوا من مدمني تلك الآفات المدمرة على أنهم يشكلون خطرا عليها في المستقبل.

    وفي الواقع فان مزاعم السكرتير العام المساعد للحزب الشيوعي الصيني في تركستان الشرقية "بان جماعات الجهاد الأيغورية تتاجر بالمخدرات" تشبه المثل الأيغوري القائل: "الجبان يبادر إلى توجيه اللكمة إلى خصمه" وهي تهمة فظيعة لا أساس لها ووقاحة لا مثيل لها!

    والحق أن الهدف الأوحد للمقاومة والجهاد الأيغورية هو تحرير  وطنها العزيز وشعبها المظلوم من براثن الاحتلال الصيني الغاشم، وإنقاذ أبنائها الشباب  من أوحال المخدرات وما شابهها من العلل الفاسدة والمفسدة التي هي ثمرة من ثمرات تلك الاحتلال.

    وقد قامت جماعات الجهاد والمقاومة الأيغورية من أجل تحقيق هذه الغاية بجهود جبارة لتربية الشباب الأيغوري على العقيدة الإسلامية الصحيحة الخالية من الخرافات والبدع والإفراط والتفريط، والقائمة  على الأخلاق الحميدة، والفضائل الرشيدة ، والمحافظة على العادات والتقاليد والثقافة القومية، والدعاية بشكل مكثف للابتعاد عن جميع أنواع الفساد والرذيلة والعلل المهلكة لعقولهم ولأجسامهم وذلك إيمانا منها بأن ذلك جزء مهم جدا من الكفاح من أجل التخلص من الاحتلال والحصول على الاستقلال والحرية. ولكن السلطات الصينية وقفت أيضا لتحول دون ذلك.

    فعلى سبيل المثال: بدأ "حزب تركستان الشرقية الحرة" الذي تأسس سرا في مدينة توقسو عام 1992م  نشاطاته بتربية الشعب على أسس أخلاقية حيث استطاع نتيجة للدعاية الواسعة والسرية لأعضائه خفض نسبة إدمان المخدرات بشكل ملحوظ، كما أن حفلات الزفاف أصبحت تقام بشكل عادي وبدون شرب المواد الكحولية وظهر اثر ذلك على سلوك كثير من الأشخاص، إلا انه ما لبثت السلطات أن أعلنت حظر تلك الحزب بتهمة الدعوة إلى "الانفصالية والتمييز العرقي" واعتقلت أعضائها وحكمت عليهم بالسجن لمدد طويلة.

    وأيضا كانت الحفلات الجماعية التي بدأت عام 1995م والتي تسمى "بحفلات مشرب" في غولجا قد نجحت في إنقاذ العديد من الشباب الأيغوري من آفة إدمان المخدرات والقمار وغيرها من العلل المفسدة. وظهر أثر ذلك على سلوك الشباب في غولجا حيث اصبحوا على أخلاق حميدة إلا أن السلطات حظرت تلك الحفلات بدعوى أنها "حفلات ذات طابع انفصالي" واعتقلت القائمين عليها.

    وفي أعقاب "ثورة 5فبراير عام 1997م" في غولجا فيما اعتقلت سلطات الاحتلال الصيني الآلاف من الشباب الأيغوري فإنها قامت في الوقت ذاته بممارسة وسائل القضاء عليه من خلال الترويج لانتشار المخدرات وإدمانه مما أدي إلى ضياع العديد من شباب المدينة ووقوعه في الانحراف الأخلاقي.

    ونتيجة لذلك أصبحت مدينة غولجا بعد أورومجي ثاني أكبر المناطق انتشارا للمخدرات وفي تعداد مدمنيها في تركستان الشرقية.