اخوتنا الأعزاء!
كما
هو معلوم لديكم فقد وقع يوم الأول من
يناير الماضي في أورومجي واقعة مثيرة
حيث ألقي شاعر أيغوري ويدعى ترسون احمد
شعرا انتقد فيه الأوضاع المأساوية في
تركستان الشرقية وذلك أمام حشود كبيرة
من كبار المسؤولين الذين كانوا يحضرون
الاحتفالات بقدوم السنة الجديدة. وقد
أدت تلك الواقعة إلى شن السلطات حملة
شرسة ضد الأفكار القومية والأيديولوجية
في الساحات التعليمية والثقافية والفنية
حيث بدأت في توسيع سهام حملتها المستمرة
ضد الأوساط الدينية لتشمل الأوساط
التعليمية والثقافية والفنية.
وكان الحزب الشيوعي الصيني في تركستان
الشرقية قد عقد اجتمعا طارئا بعد مرور
أسبوع على تلك الحادثة قرر فيه تشديد
الحملة على "الأفكار الانفصالية" في
الأوساط التعليمية. وتحدث في الاجتماع
المدعو عبد الأحد عبد الرشيد رئيس ما
يسمى "بمنطقة سنجيانغ ذات الحكم الذاتي"
حيث قال بعد أن تناول تلك الواقعة "إن
تلك الشعر الذي شن هجوما عنيفا على
الأوضاع الاجتماعية ودعا إلى أفكار
انفصالية مستخدما عبارات التشبيه
البلاغية قد احدث منعطفا اجتماعيا خطيرا
جدا. وقد بادر الحزب الشيوعي إلى عقد
اجتماع طارئ على الفور حيث أمر بمواجهة
تلك التحركات الانفصالية والتحقيق في
ملابسات وأبعاد الحادثة، كما طلب
بمراجعة التربية الأيديولوجية ضد
الأفكار الانفصالية".وقال عبد الرشيد
أيضا:"يجب الاهتمام بالدعايات الإعلامية
ومواجهة أعداءنا في الغرب والانفصاليين
ومنعهم من استغلال وسائل الإعلام
والاتصالات من أمثال الإذاعات والتلفاز
والإنترنت وغيرها للتغلغل إلى داخل
منطقتنا، كما يجب في الوقت ذاته تشديد
أعمال الدعاية المناهضة للانفصالية.
وينبغي أيضا قمع أية محاولة أو دعاية
تروج للانفصالية والتطرف الديني في
وسائل التربية والتعليم".
وبعد ذلك مباشرة عقد أركان الاحتلال
الصيني في تركستان الشرقية اجتماعات
متتالية تقرر على أثرها القضاء على حرية
النشر والكتابة غير الموجودة أصلا في
تركستان الشرقية . فعلى سبيل المثال:
نشرت صحيفة "شنجيانغ كزيتي" الناطقة
بلسان الحزب الشيوعي الصيني في تركستان
الشرقية في عددها الصادر في الأول من
فبراير الماضي نبأ جاء فيه : أن اللجنة
الدائمة للحزب قد عقدت اجتماعا هاما في
31 يناير وحضره وانغ لوجين سكرتير الحزب
وعبد الأحد عبد الرشيد رئيس الحكومة
المحلية العميلة حيث أكدت فيه على
مراجعة التربية الأيديولوجية لمواجهة
التيارات والأفكار الانفصالية في
الأوساط التربوية والتعليمية.
وقد بدأت السلطات الصينية باستغلال
واقعة الشعر المذكورة لإعادة إثارة
"الثورة الثقافية" التي أشعلها ماوتسي
تونغ في عام 1966 واستمرت حتى عام 1976م
وذلك من أجل القضاء على خصومه
السياسيين. وأدت تلك الثورة المشهورة
بالثورة الثقافية إلى مقتل الملايين في
الصين وتسببت في الوقت ذاته بآفة كبرى
على الصين والشعوب الواقعة تحت قبضتها.
وبدلا من أخذ الدروس والعبر من تلك
الواقعة المشؤومة تسير الصين نحو ارتكاب
الخطأ نفسه مرة أخرى.
ومنذ أن بدأت السلطات الصينية في شن
حملة "تطهير الساحة الأيديولوجية من
الأفكار الانفصالية" تم طرد العديد من
مدرسي وأساتذة المعاهد والجامعات من
الأيغور من وظائفهم وفرض عقوبات مادية
شديدة عليهم. وغني عن البيان أنه سوف
يتم طرد المزيد من الأيغور من وظائفهم
خلال تلك الحملة.وتتسبب ذلك في تأجيج
مشاعر الكراهية والعداء التي يكنها
الأيغور ضد الاحتلال الشيوعي بشكل أكثر
عنفا.
وكانت السلطات الصينية قد وضعت المنظمات
السياسية التي تمارس نشاطاتها بوسائل
سلمية وديمقراطية ضمن المنظمات
الإرهابية التي تمارس العنف. ولم ينجو
من اتهامات الصين بالإرهاب مركز تركستان
الشرقية للمعلومات والذي يمارس نشاطاته
وفقا للقوانين الدولية وبوسائل
ديمقراطية بحتة.
وينبغي على الصين أن تعلم أن تلك
الاتهامات الباطلة لن تزيد إلا من عزمنا
وإصرارنا على نيل حريتنا واستقلالنا
مهما كان الثمن.
مركز تركستان الشرقية للمعلومات |