الاستقلال والحرية لتركستان الشرقية

 

E-Mail

 

 شبكة الأخبار العالمية الأيغورية

2001

|    الوطن     |    أسيا الوسطى    |    العالم الإسلامي   |    العالم     |

أزمة فساد كبيرة داخل الحزب الشيوعي الصيني

 
   
 

(تحليل سياسي)  

     إن أي نظام حكم في العالم عبر التاريخ يستند في استمرار حكمه إلى دعم شعبه له، ويعتمد استمرار سلطته في الرجوع إلى آراء شعبه، ونظام الحكم الذي ينعزل عن شعبه يحكم على نفسه بالانقراض والهلاك، وتلك حقيقة مقررة حيث أن أي نظام حكم لا يستطيع الاستمرار في الوجود بدون دعم وحماية شعبه له.

    ففي أواخر عهد سلالة المانشوريين انتشرت ظاهرة الفساد والرشوة والظلم على نطاق واسع مما أدى في النهاية إلى القضاء على حكمها، ولم يكن نظام "كومندانغ" الذي خلفهم أحسن حظا من سلفه المانشوريين حيث انتشرت فيه أيضا عمليات الظلم والفساد في آواخر عهدها حيث سيطرت 4 عائلات هي سون, جيانغ ووانغ على مقاليد الأمور ، ولم تبال السلطة بأوضاع الشعب مما أدي في النهاية إلى هزيمتها أمام الشيوعيين وهروبها إلى جزيرة تايوان التي أسست فيها جمهورية الصين الوطنية.

    وقد بلغ الأمر في عهد نظام الحكم الشيوعي الصيني الحالي اليوم ذروته في الفساد الإداري والرشوة، ويمكن أن نضرب أمثلة كثيرة على ذلك ولكن دعونا نضرب لكم مثالا عن أفقر بلدة صينية: فالحصول على درجة مساعد رئيس البلدية يتطلب صرف 500 ألف ين صيني (55 ألف دولار أمريكي تقريبا)، وللترقية إلى درجة محافظ مدينة يتطلب صرف 1 مليون ين، كما يتطلب الحصول على درجة نائب المحافظ 3 ملايين ين، وتختلف الأسعار من بلدة إلى بلدة ومن مدينة إلى مدينة، ففي إقليم سانشي الصيني تزيد أسعار الحصول على مناصب رفيعة ستة أضعاف ذلك حيث يصل سعر درجة مساعد المحافظ 5 أو 6  ملايين ين، وتوجد أسعار ثابتة للمناصب الرفيعة كالسوق السوداء حيث أصبح ذلك ظاهرا للعيان، وهناك بالإضافة إلى ذلك توجد ضمانات للحصول على المناصب المطلوبة، وإذا لم يصل سعر المنصب إلى أدنى الأسعار العادية يتم عزله من منصبه.

    والأمر الذي يخشاه المسؤولون أشد الخشية هو النقل بدون ترقية إلى مناطق أخري حيث أنه إذا تم نقل شخص من منصبه إلى المنصب نفسه في منطقة أخرى لن يحظى باحترام من قبل الأهالي ويتم توريطه في مطبات، لذلك لابد من الترقية حتى يفرض كلمته ويثبت للجميع أنه ليس شخصا عاديا.

    وأسعار المناصب هذه وإن كانت مبالغ خيالية بالنسبة للمواطن العادي إلا أنه لا يمثل بالنسبة للمسؤولين سوى مبالغ تافهة جدا وكان هناك في عهد سلالة المانشوريين مثل يقول: "إذا أردت امتلاك 100 ألف فضة ينبغي عليك أن تتولى منصبا لمدة 3 سنوات" واليوم وفي عهد الحكومة الشيوعية تصل ثروة محافظ في أفقر بلدة إلى 40 مليون ين صيني.

    من أين لهم تلك الثروات الضخمة؟ بالطبع  عن طريق الرشاوى وبيع الوظائف التي تقع تحت سلطتهم والاختلاس والتجارة!!!!

    وإذا اكتشف فضيحة رشاوى لأحد المسؤولين يقال عنه من قبل العامة "أنه تصرف بغباء حيث كان ينبغي عليه أن لا يلتهم كل تلك الثروات لوحده دون تقاسم ولو جزء منها مع مرءوسيه و المحيطين به.

    وهذا الوضع الذي أوضحناه كان نموذجا من الواقع في المحافظات والمدن، فيا ترى ما هو الوضع في المركز؟ وكيف حصل رئيس إقليم أو محافظ مدينة على تلك المناصب؟ نعم هم بدورهم قاموا بشراء مناصبهم عن طريق امتصاص دماء الشعوب الواقعة تحت سلطتهم كالمصاص الحيواني، كما أن رؤساء المدن والمناطق التابعة لبكين قاموا بشراء تلك المناصب بمبالغ مالية خيالية حيث أنه لا يمكن حتى الحصول على منصب مدير لجنة محلية دون صرف مبالغ مالية حيث أصبح ذلك الآن واقعا عمليا ولم يعد سرا.

    ويلهث هذا العام سائر الموظفين أو المسؤولين وراء المناصب حيث أنه من المقرر أن ينعقد في العام المقبل  المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الصيني، ومعظم الموظفين في اللجنة المركزية للحزب هم من خريجي الجامعات من الشباب الذين جاءو من مناطق مختلفة، وسوف يقوم العديد من موظفي الحكومة المحلية بزيارتهم على حافة انعقاد المؤتمر حاملين معهم هدايا إليهم، ولم يصرف موظفو الحزب طوال عشر سنين ولو مليما واحدا من جيوبهم وذلك أن الموظفين المحليين أخذوا على عواتقهم تأمينهم بكافة احتياجاتهم، ويتبرع موظفو الحزب بما زاد عن حاجتهم لأقاربهم وأصدقاءهم.

    ورغم إقامة هؤلاء الموظفين في المباني الحكومية في بكين إلا أن لديهم قصورا وفيلات في مناطقهم. وقد صرح أحدهم بتبجح ودون ما أدني خجل : "نحن لسنا بحاجة إلى أي شيء فكل احتياجاتنا من المنازل والسكن والسيارة والأموال والبنات الخ جاهزة". فإذا بلغ الموظفون إلى هذا الحد فيا ترى ما هو وضع رؤساءهم؟

    وقد أصدر الحزب الشيوعي الصيني قبل فترة قرارا سريا يقضي بأن من يقبل هدايا يعتبر مرتشيا، غير أنه من الواضح أن هذا القرار سيبقى حبرا على ورق حيث أنه إذا تم تطبيقه فان هذا يعني أن مؤتمر العام القادم لن ينعقد.

    هذا ويعتبر الفساد المتفشي في الحزب الشيوعي الصيني أكبر أزمة يواجها جيانغ زيمين والحزب الشيوعي الصيني.

مدير مركز تركستان الشرقية للمعلومات