|
استقبلت الحكومة الصينية لحنة التفتيش التابعة للجنة الأولمبية الدولية
بحفاوة بالغة، وقامت الدوائر المعنية
بممارسة سياسة الخداع والمكايدة الصينية
من أجل إرضاء أعضاء اللجنة، وفي تلك
الأثناء أصبح الجو في بكين باردا جدا
حيث غطت السحب الكثيفة سماء المدينة مما
أدي إلى تخفيض إمكانية قياس البيئة من
قبل الهيئة بشكل صحيح، كما قامت الحكومة
بتركيب الأزهار الصناعية في شوارع
المدينة, ورش الأراضي الخضراء بالأدوية
التي تغير ألوانها، وكذلك قامت بتغيير
ألوان سائر المباني والمنازل إلى بياض
خالص، وأوقفت سائر المسخنات في المصانع
والمدارس والجامعات بغض النظر عن ما
يسبب ذلك من معاناة لسكان المدينة حيث
أن همها الأول الظهور بمظهر جميل في
الظاهر بغض النظر عن مظهرها الداخلي.
هذا وبالإضافة إلى ذلك لعب القرار الجديد للجنة الأولمبية الدولية بشأن عدم
خلط العوامل السياسية في اختيار الدولة
المنظمة للدورة الأولمبية دورا أساسيا
في نجاح الصين في الحصول على حق تنظيم
الدورة رغم أنه في الواقع تكمن وراء
رغبة الصين في تنظيم الدورة الأولمبية
عوامل سياسية بحتة.
وقد وصلت الممارسات الصينية القمعية ضد الوجوه الديمقراطية والدينية ذروتها
حيث تقوم بتضييق الخناق ، والقتل وغيرها
من الوسائل الوحشية ضدهم.
وعلى حافة وصول لجنة التفتيش الأولمبية تم اعتقال كل من داوفينغ زوجة
ووليونغ الذي يقضي عقوبة السجن ووانغ
جينبونغ والذان أرسلا رسالات احتجاج إلى
اللجنة الأولمبية، و حكم علي داوفينغ
بالسجن لمدة سنتين، كما قامت السلطات
الصينية بفرض الإقامة الجبرية على
العديد من الشخصيات الديمقراطية، و ها
هي "رعاية" الحكومة الصينية لحقوق
الإنسان.
هذا و قد مارست السلطات الصينية في تلك الأثناء لعبتين مختلفتين بمهارة حيث
أنه بينما شددت من عملياتها القمعية
والهمجية ضد المعارضين لها من جهة قامت
من جهة أخرى اللجنة الدائمة لمجلس الشعب
الصيني بالتوقيع على "معاهدة الأمم
المتحدة الخاصة بحماية الحقوق الثقافية
و الاجتماعية والاقتصادية" وذلك لإظهار
نفسها أمام العالم بالدولة التي ترعى
حقوق الإنسان.
والهدف الآخر للحكومة الصينية من تنظيم الدورة الأولمبية إحياء النزعة
القومية العنصرية النادرة لدي
شعبها،ورفع مكانتها في العالم، واثبات
أن الشعب الصيني شعب كادح، وأن الحزب
الشيوعي يقودها بحكمة، وذلك للتستر
القانوني على جرائمها بحق الإنسانية.
وقد بدأ الآن سواء المواطنون الصينيون أو العالم الغربي يفهم تدريجيا سياسة
الخداع الصينية، وبدأو يشعرون
بالاشمئزاز منه وذلك أنه عندما وقعت
الصين على معاهدة الأمم المتحدة بشأن
حقوق الإنسان عامي 1997 و 1998م كان
العالم الغربي قد بدأ بالتفاؤل المبكر
بشأن تحسن أوضاع حقوق الإنسان في الصين.
وقد أثبت الواقع العملي مدي اشتداد
انتهاكات حقوق الإنسان في الصين منذ ذلك
الحين.
|
|